الاثنين، ٢٩ يونيو ٢٠٠٩

الامتحان الاخير 14.6.09



أحمل كومة الأوراق تلك على صدري و اطوقها بذراعي

بينما تنشغل اناملي بضم الأقلام الفسفورية اللازمة للتخطيط على الكلمات الهامة

اتنقل بين الغرف باحثة عن الهدوء .. ليس الهدوء الصوتي

ولكني ابحث عن الهدوء الذاتي بعيدا عن صخب الذكريات ..

و الشرود المفتعل للماضي و الارتماء بين احضانه التي بدت بأغلب صورها

حزينة .. باهته .. بعد صفعه الواقع و الحقيقة .. !!

اقطع حبل افكاري عنوه .. و احدث نفسي في نفسي قائلة :

كفى شرودا ..غدا سيكون الحدث عظيم ..

غدا سأقدم امتحاني الأخير في مادة الكيمياء الاكلينيكية ..

و بعدها سأصبحخريجة (حقيقية ) و ليس ( مع وقف التنفيذ )..

سأودع كل تلك الأوراقو الأقلام الفسفورية التي استعين بها لقتل كل ذلك الشرود ..

و لتجبرني على الانتباه و لتوقظني من ذلك السرحان .. لكن هيهات .. !!

اسبح بعيدا و اعوم في ذلك البحر الذي لا ساحل له ..

و تتجمع الأحداث في صور ذهنية غير مرتبة.. صور سريعة ..

و مشاهد تمتزج فيها المشاعر وكأنني اعيشها و اعاينها بوضوح .. !

فترتسم ابتسامات عفوية تارة .. و تتعالى ضحكات خافته تارة اخرى ..

و احيانا يهتز رأسي بعفوية تامة و كأنني اسمع أمرا ما و اهز رأسي

معلنة الموافقة ..

ادور رأسي في تلك الغرفة الوردية التي نثرت على ارضيتها اوراقي و اختبأت

بين ثنايا تلك الأوراق اقلامي .. و عبثت بها كلمات متقاطعة اكتبها وفقا

لما تمليه علي ذكرياتي ..

لم أعد ارى اثاث تلك الغرفة و لا اسمع اصوات اخوتي الصغار في البيت

فقد اخذتني سكرة الذكريات بعيدا و حلقت بي في عوالم الفتها زمنا و احببتها ..

عشت بين ربوع ذلك الحب الأخوي الذي جمعنا و استظللت بظلال الرحمة

الصادقة .. و شربت من ينبوع وفاءكم الذي لا ينضب ابدا ..

عانقت قلوبكم بشدة و توسلت اليها ان لا ترحل .. قان قلبي لا يطيق الرحيل

:
:

تصلني عدة رسائل هاتفية .. اختلفت حروفها و تغايرت اساليبها

و اجمعت كلها على نبرة حزن خجولة .. ودمعة ألم للشعور العميق بالوداع .. !

رغم روعة المناسبة و فرحة النهاية و الانجاز ..

لكنه التناقض الدنيوي المعهود .. !

احساس سعيد بفرحة التخرج يصارعه احساس الوداع ..

تيصارعان بشدة و ابقى انا الضحية قي هذا الصراع ..

أحاول وأد كل تلك المشاعر بسرعة ..

فالوقت يسرقني و يجبرني على معانقة الاوراق من جديد و الا فالعقاب شديد

و صارم و اذا فات الفوت فلن ينفع الصوت حينها .. !

:
:

استيقظ في صبيحة ذلك اليوم باحساس جديد و نشوة غريبة

و رغبة جامحة في الانتهاء ..

يااااه ما هذا التناقض الذي اشعر به .. !!

لا أعرف ماذا اريد بالضبط ..

:
:

اسير بخطا متثاقلة نحو قاعة الامتحان الأخير .. و تصر الذكريات و تأبى

علي الا ان تعزف سمفونيتها من جديد .. سمفونية الماضي العبق و

الحنين .. سمفونية الوداع الحزينة .. و سمفونية اخرى مغايرة ..

تتراقص في الحانها و ايقاعتها فرحة التخرج و الشعور بالتفرغ و البعد

عن صداع الأوراق و القلق و الهموم .. !

:
:

اقترب من قاعة الامتحان و اذ بتلك القلوب تتجمع بلهفة وشوق

اعانقها بنظراتي المليئة بالحب .. تبادلني بنظرات اخرى منكسرة

وكأنها تستجديني و تحاكيني قائلة : لا ترحلي و لتبقي هنا بينننا فما اصعب الرحيل

و ما اقسى الفراق .. !

ليس الأمر بيدي .. و لكنها سنة الحياة .. !

ااااه كم اتمنى لو استطيع ولو لثانية واحد ان افتح قلبي

لكم لتروا اين مكانكم فيه

لتعلموا جميعا ان الفراق و رحلة الرحيل ليست سوى

قوة ضعيقة هزيلة تحاول

ان تجذبنا في قطبين متنافرين .. !

مستحيل و ان حاولت كل الظروف جذبنا بشدة لتقطيع اواصرنا ..

فلن يكون قادرة على تمزيق الحب الذي خالط احشاءنا .. و

الوفاء الذي امتزج بأرواحنا !

نعم تستطيع الايام ان تنهك كواهلنا بالبعد .. و لكنها لا تملك قلوبنا المثقلة بالحب .. !

:
:

اخرج من قاعة الامتحان بعد ساعتين من الزمن ..

ما أطولهما و أثقلهما على قلبي

و اعصابي و تفكيري و يدي .. !

تستقبلني الورود بعطرها و شذاها .. تأسرني الوانها و تنطبع في قلبي صورها ..

ارى في كل وردة اخت منكن ..

بصدقها ورقتها و زهوة الوانها و ارتقاء اخلاقها

و رهفة احساسها .. (":

أنتم ربيع قلبي و زهور بستاني الكبير وبكم تزدان حياتي و تبتسم ايامي

و تشرق ساعات عمري ..

كن في حياتي فأنتن هوائي ..






الجمعة، ١٩ يونيو ٢٠٠٩

كيف أنســـى .. ؟


انظر للساعة و عقاربها التي يصيبني دورانها بدوار تحترق معه اعصابي ..

لم يبقى الا ساعات قليلة وينتهي الوقت المحدد لتسليم

بحث تخرجي الى الدكتورة
و ارساله عبر البريد الاكتروني ..

بعد غد سأقدم اخر اختبار- باذن الله - في الجامعة ..

لم ادرس حتى الان الا


3 مذكرات من اصل 22 مذكرة تقريبا .. !!

اشعر بضيق شديد .. و مزاج متعكر .. و فقد تدريجي للتركيز ..

اريد ان اصرخ بأعلى صوت ليسمعني احدهم ..

اريد ان انتهي من هذه الأزمة .. )":





توقفت عن الكتابة .. و ضعت كل شيء في مكانه .. هدأت لبرهة ..

قمت من مكاني مسرعة حيث الوضوء و بعدها مقالبة

الملك جل جلاله في صلاة ركعتين حاجة


كيف أنسى ان لي ربا ملكا .. حيا قيوما لا ينام ..

كيف انسى انه يراني و الوحيد سبحانه الذي يعلم خلجات نفسي و ما دهاني ..

كيف انسى في هذه اللحظات الحالكات نداءه لي ..

(( أمن يجيب المضطر اذا دعاه ))


أكبر للصلاة .. فلا أكبر في هذا الكون من مولاي جل في علاه ..

ما أصغر مشكلتي الى جنب كبرياءه و عظمته و قدرته ..

ابتهل و اتضرع و ابكي .. (( يا فتاح يافتاح .. يامن بيده مفاتيح الفرج ))

يا فرجي اذا غلقت الأبواب .. يا قريب يا مجيب يا سميع يا عليم ..



تتهل اساريري .. اشرح بانشراح في داخلي .. ابتسم

الحمدلله ان انني امة لرب كريم .. ودوود ..

أرجع الى جهازي المحمول .. اواصل مشوار البحث

و انتهي منه و الحمدلله .. و نوبات النوم تصارعني

ما ألذ النوم بعد التعب و الانهاك .. الحمدلله ااني اجد للنوم طعما ولذة

الحمد لله انني انام نوم طبيعي بلا مخدرات او حبوب .. الحمدلله ااني

أنام بلا الام و لا أوجاء ..

اضع رأسي على وسادتي و اسلم نفسي للنوم بارادتي ..

متوكلة على ربي عز وجل


ان يعينني في يومي التالي حيث دراسةالاختبار الاخير .. (:

ملقية كل همومي و اعبائي لخالقي فهو الوكيل و الكفيل

تصبحون على خير ,, (؛


الاثنين، ١٥ يونيو ٢٠٠٩

ربيع قلبي .. (:

استيقظت على اشعة الشمس المتسللة عبر نافذة غرفتي

تخترقها بقوة و كأنها تريد عنوة ان توقظني من سباتي العميق ..

افتح عيناي و ابتسامة باردة مرتسمة على محياي ..

و كأنني استيقظت للتو من مشاهده حلم وردي جميل لطالما كنت اتمناه ..

اتقلب على سريري .. لليمين تارة و لليسارة تارة اخرى ..

مسترجعة مادار بالأمس من أحداث رائعة أو ربما أستطيع أن

اسميها " لذيذة " .. لان لها طعم خاص و مذاق رائع للغاية ..

تأخذني ذكرياتي في نزهة جميلة .. تبعدني عن هذا العالم

تترائ امامي المشاهد بصمت .. لكنه الصمت الهادئ الذي

يضفي على روحي سكينة من الأعماق ..

مشاهد قديمة معتقة بالوفاء .. مرصعة بالحب .. !

واخرى حديثة العهد لكنها عميقة للغاية و صادقة حتى النهاية .. !

:
:

سارعت الى هنا .. لأكتب بملئ القلب

و بمداد الود .. و بلغة الاخلاص ..

:
:

أحبكم أخواتي

وشكرا من عمق العمق حيث لا أعمق .. !